رواية لا تتركني الفصل الرابع عشر 14 بقلم اسماعيل موسي


 رواية لا تتركني الفصل الرابع عشر 14 بقلم اسماعيل موسي


#لا_تتركنى

                 ١٤


غرق يوسف باشا فى النعيم والنزوات وكأنهم يسيران على خط واحد، كلما تضخم رصيده استهان بالنقود وغرق فى التفاهه والسكر، كان لا يحضر الفيلا إلا وهو ثمل يترنح ويهزى ويغنى بالاهازيج وينام حتى العصر دون أن يتجراء اى شخص على ازعاجه وكان ثمن وتضخم وتدلى كرشه وأصبح يدخن السيجار الكوبى ولديه موظف خاص يرتب له سهراته القذره فكلما اعجبته فتاه تكفل  عبد المقصود بالاتفاق معها وكان له أكثر من شقه يمارس فيها عربدته وكانت رغبته تحولت لاتجاه أكثر وشغفه أصبح أكثر بكل ما هو صعب ويخطط للخيانات كما يخطط للعمل وكانت لديه كل ليله غزوه، وكان يفكر احيانا، ماذا أفعل بكل تلك النقود وليس لدى وريث؟





ويلعن ساره احمد على فى سره ويضعها السبب الرئيسى لانحلاله وانحرافه

وركبه الشيطان أكثر فكان يمر على عمال المصنع والشركه، يتفقد العمل ويمنح العطايا

وكلما بذل لشخص من العمال نقود وفى نفس اليوم يجد ملف اعده عبد المقصود عن هذا العامل، الزوجه، الاولاد مرفق به الصور وكلما اعجبته زوجه سعى بلا تردد مهما كانت الصعاب لاخضاعها، كان ينتقم من كل النساء فى ساره ويرى انها الوحيده التى رفضته وقبلت بشخص اقل منه، بل شخص لا يقبل يوسف باشا بتعينه خادم لديه

وكان يعرف انه لا يستطيع تطليق سلوى على أحمد إسماعيل بعد أن أصبح والدها شخص مرموق فى الحكومه

وانه مضطر لجمع الأموال وابرام الصفقات والاكتفاء بهذا القدر من المتع المحرمه التى يسمح بها الباشا

ويتابع أحوال احمد امام من بعيد ويتمنى تعثره حتى يعرض عليه مساعدته

لكن عمل احمد امام نمى هو الآخر وليس من المتوقع أن يحتاج اليه او يطلب مساعدته

وكان يسهر احيان فى مكتبه متخيلا ساره تدلف نحو الفيلا منكسة الرأس فى يدها طفلها تطلب اعانته

فيخبر سالى انها زوجة أخيه المعوق احمد امام وانه مضطر ان يحن عليه ويشمله بعطفه

لكنه يعرف ان ذلك لن يحدث طالما احمد امام حى فى وسع من الرزق والعيش

احضر يوم عبد المقصود لمكتبه وكان يفهمه بالاشاره وسأله عن أحوال أخيه احمد امام

قال عبد الباسط اعماله تجرى بصوره ممتازه وتنتطره مزيد من الأرباح

فأشعل سيجاره وغرق فى شروده لحظات، اين نحن من تلك الأرباح؟

لماذا لا تعرض عليه شراكه؟

همس عبد المقصود، لن يقبل أخيك اى شراكه معك

طرق يوسف الطاوله باصبعه من قال انه سيشارك أخيه؟

ضع له اى اسم، اغريه بالتوسع والوجاهه، لا يصمد انسان امام النقود مهما كانت شخصيته

ثم اغمض عينيه  ليس من المعقول ان املك كل تلك النقود ولا ينال اخى منها شيء

وكان عبد المقصود يفهم ما يرمى اليه الباشا فهمس امرك يا باشا،. واذا لم يرغب؟

فحدق يوسف بالوجه الناحل أمامه من لا يرغب نرغمه إلى الخير


ومضى عبد الباسط البلتاجى إلى مكتب احمد امام يحمل ملف وصفقه رابحه، رحب احمد امام بالضيف واكرمه ورده بود انه لا يفكر فى شراكه وان شركته تنطلق فى عالم الأعمال بسرعة الصاروخ

وتعدد الضيوف على مكتب احمد امام يعرضون الصفقات المربحه واحمد امام يزداد عناد وثقه وامتنان للظروف التى جعلت المثتثمرين يركضون اليه بثقه ولهفه


وحذرته والدة ساره ، همست فى احدا صباحات امشير والريح المجنونه تعصف وتزأر تحت غيمات داكنه والبشر يختفون داخل البنايات من الزعابير العاتيه، انها ليست مطمأنه وان قلبها يخبرها ان هناك شر يطل من باب العماره ومن المنور ويتسكع على سطح المنزل، وان الطفل، طفلها ادم يحتاج هواء نقى وانها ستأخذه وترحل نحو الصعيد عند اقارب لها من بعيد

وقال ادم انها تفرط فى الخيالات والتأمل وان عقلها لاشك سيجن يوم ما، وكانت ساره وضعت طفلتها مريم  واصبحت الحياه بالنسبه لها مستحيله

الطفله مشاكسه ولا تكف عن النحيب وترفض حضن المربيه ولا ترتاح الا فى حضنها، وادم يشعر بالغيره وان الوقت مناسب لزياره قصيره كى تسترد انفاسها وصحتها المضمحله

بكى ادم وتعلق برقبة والدته عند الرحيل، لكنه مأخوذ بالوعود والأمنيات قبل الرحله وغادر رفقة جدته، انها مجرد ايام ويرجع






فى لحظه انسجاميه قص احمد على زوجته حكاية الزيارات التى تنهال على مكتبه، والعملاء المتكدسين فى الطرقات ينتظرون مقابلته يطلبون شراكته او اسهم فى الشركه

قالت ساره ان قلبها غير مستريح

اعترض ادم

____تخيلات والدتك تعبث بذهنك، الشركات الناجحه يسعى خلفها رجال الأعمال

___ما لنا ورجال الأعمال يا احمد؟ رزقنا وفير والحمد لله

اخرج صدقات، تبنى اطفال يتامى وادعو الله يصرف عنك حب الدنيا والجشع والطمع

____حالنا على ما يرام لما ترغب بتعكيره؟


واستقر الحال بأحمد امام، رفض كل التطلعات وأعلن ان امر الشراكه مستحيل وسد كل الطرق امام الأشخاص الذين يتوافدون على شركته.


جلس عبد الباسط امام يوسف والخزى يتملكه، تأمله يوسف وهو يربت على كرشه

وجهك يخبرنى بالرفض ''

ارتعش جسد عبد الباسط، فعلت ما بوسعى يا باشا ولا فائده

__ارشدنى ''


نهض يوسف بجسده الضخم، نظر من الشرفه المطله على الطريق

ازرع داخل شركته عملاء، جواسيس وابذل لهم المال، لا تطلب منهم اى شيء

اغرقهم بالنقود حتى يستوى، ستصلنى اخبار الشركه كما اتوقع

__تعنى خلايه نائمه يا باشا؟

__صمت يوسف وفهم عبد الباسط ان وقت الانصراف قد حان


بعد يومين زار يوسف أحمد امام فى شركته، لكن احمد امام رفض مقابلته

اوقفه الحارس على باب البنايه ولم يسمح له بالدخول

غادر يوسف الشركه دون أن يضع قدمه داخلها

                  

               الفصل الخامس عشر من هنا 

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×